العمل في أي قطاع يحتاج لعدة عوامل حتى يحقق النجاح المنشود، ولعل من أهمها على الإطلاق (الخبرة)، ولكن كيف يمكن أن تحقق الخبرة وأنت تفتح مشروعك لأول مرة، وهذا مربط الفرس حين نتحدث عن (باترون ميت هاوس)، فهو مطعم يفتتح فرعه الأول في مدينة أبوظبي وعلى كورنيشها الرائع، وتحديدا في منطقة
(ع البحر)، ولكن على الرغم من ذلك تسمع الحديث عن الخبرة، وهنا يبرز السؤال من أين جاءت هذه الخبرة؟!

المطعم هو الفرع الأول ضمن خطة طموحة، لافتتاح سلسلة مطاعم فاخرة، داخل الإمارات وخارجها، خطة وضعتها شركة إماراتية، تعمل في قطاع السياحة والضيافة، منذ عشرين عاماً، ولما أرادت الدخول إلى عالم المطاعم الفاخرة، فضلت أن تكون لها علامتها التجارية الخاصة، بدلا من الحصول على حق الامتياز، لأحد العلامات المعروفة، ووقع اختيارها على (الشيف جونجر)، الذي قضى أيضا نفس المدة من عمره تقريبا، من العمل في المطاعم الفاخرة، بادئا حياته المهنية في تركيا، مع مجموعة من أعرق وأفخم المطاعم، والتي انتقل بعدها إلى أذربيجان، وبعدها بعض العواصم الأوربية، ليتوج حياته المهنية في أحد المطاعم الراقية في أبوظبي دانة الدنيا، قبل اللحظة الفارقة التي قرر فيها الطرفان إعلان ميلاد هذا النجم اللامع في سماء دار الظبي وعلى كورنيشها الساحر.

وبدأت الرحلة التي تمت مراعاة أدق التفاصيل فيها بداية من اختيار الاسم بشقيه، (باترون) و (ميت هاوس) فباترون هذا الأب الروحي لكل المطاعم في فئته، وهو الراعي الذي ينتقي لك من المزارع أفضل إنتاجها، وهو كبير الطهاة الذي يبهرك بحرفيته في مزج كل هذه الإبداعات ليقدمها لكل بكل الحب، على طبق من المودة العائلية والضيافة الإماراتية، وحتى في الشق الآخر للاسم لم نقتصر على وصف أنفسنا ب ‪‬(Steak House)‪‬ بل قررنا أن يكون‬(Meat House) وهو الوجهة لعشاق اللحوم بكل أنواعها، ‬‬

وليس الستيك البقري فقط، الذي هو مكون رئيس على مائدتنا، إلا أن له شركاء يحضرون بقوة تلبية لكل الأذواق، وتماشيا مع اختيارات المائدة العربية عموماً والإماراتية خصوصا، والتي تعشق الأغنام صغيرة السن فاخترنا له أفضلها والتي ترعرت في مزارع أذريبجان ووديانها، أو الغزلان التي هي شعار أبوظبي، ثم لحم الحوار وسنامه الضيف الأغرب على موائدنا بتتبيلته العالمية وطريقته التركية هذه المرة، وكان أيضا من أسباب التسمية أننا لن نقتصر على الستيك والبرجر كبقية المطاعم، بل إن الأطباق العثمانية التقليدية ستكون حاضرة وبقوة، بمذاقها الفريد المتميز على موائدنا.

ولن يتردد أحد في دعوة من يحب حتى ولو لم يكن من عشاق اللحوم، فقائمتنا راعت ذلك بتشكيلة منتقاة من الأسماك والدجاج، كل هذا مع لمسة رائعة من السلطات التي يصنعها شيف خاص لها. ومع اهتمامنا بالطعام، لم نغفل المشروبات، التي اخترنا لها أحد أفضل صناع العصير والكوكتيلات في تركيا، لتكتمل المنظومة، ولتصل إلى اللمسة الأخيرة بكل شوق وترقب، مع أطباق الحلويات التركية، التي صنعتها باحتراف يد شيف الحلويات المبدع.

كل ما سبق وغيره الكثير، مع اهتمام بالغ بديكور المكان، وأثاثه الراقي، ومطبخه المفتوح، دون أي حواجز، لتطل عليك ابتسامة كبير الطهاة مع فريقه، وتعانقك حفاوة النادل، قبل أن تتلذذ بالطعام، وأنت تنظر إلى كورنيش أبوظبي الذي أسرك ببحره الأزرق الصافي واحتضنك بمعالمه الخلابة. تفاصيل كثيرة جدا تم دراستها والعمل عليها لتؤكد لك مفهوم الخبرة التي تحدثنا عنها بداية، ولتثبت لك صدق شعارنا الذي نؤمن به وندعوك لتجربته ولتشاركنا القناعة بأن الجودة ليست مصادفة.